AA Coaching

بعض الجامعات والمؤسسات التي حاضر فيها

بدايته مع التربية والتعليم

‫علي محمد رضا العلّاق الحسني، أستاذ تربوي مختص بالتربية والتعليم والتدريب العملي. بدأ رحلته مع التعليم في سن الرابعة عشرة، حين شارك في برنامج تدريب على صنع السلام والتفاوض، برعاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI).‬

كجزء من متطلبات التخرج، طُلب منه تقديم ورشة مصغّرة لمدة 15 دقيقة حول استراتيجية لحل المشكلات تعلّمها خلال التدريب. وكان عليه أن يقدّمها بأسلوب بسيط، عملي، ويعتمد على أمثلة واقعية، أمام جمهور يزيد عن 50 شخصاً من الأكاديميين، والمهندسين، والمحامين، وموظفي الأمم المتحدة المحليين.

ردود الفعل الإيجابية التي تلقاها علي بعد تلك الورشة كانت مفاجئة وصادمة له، حيث شكّلت نقطة تحول في حياته. فقد وقع في حب تبسيط المعرفة، وتحويلها إلى أداة ملهمة، عملية، وممتعة. ومن هنا بدأت رحلته مع التعليم والتدريب.

منذ تلك اللحظة وإلى الآن، قام بتدريب المئات من الطلاب بمختلف الأعمار، حضر لمحاضراته أكثر من 3000+ شخص حضورياً، كما وصل محتواه التعليمي إلى ملايين الناس. يتابعه أكثر من 330,000 شخص عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 
 لماذا اختار مجال التربية والتعليم؟

نشأ علي في بيئة مزّقتها الحروب. عاش الخوف من الموت، سمع أصوات القنابل، وشاهد بأم عينيه أطرافًا مبتورة لشباب في سنه بسبب الحرب ضد داعش في العراق. رأى بشكل مباشر إلى أين يمكن أن يقود جهل الإنسان. كيف يمكن للناس، عندما يفتقدون التفكير النقدي والذكاء العاطفي، أن يُستغلوا ليكونوا أدوات هدم ونشر للظلم والمعاناة، بدل أن يكونوا أدوات بناء وإعمار للإنسان والأوطان.

من خلال تجربته وبحثه، توصّل إلى أن جذر أغلب مشاكل العالم هو الجهل، جهل الأفراد. كما وجد أن أفضل وسيلة لمحاربة الجهل ورفع وعي الإنسان، وتوسيع إدراكه، وتعميق حكمته، هي التعليم. فقد علمتنا دراستنا للعلوم الإنسانية والمعارف الدينية أن تحولات الأفراد والشعوب عبر التاريخ كلها تبدأ من نقطة: الوعي الإنساني الفردي، والذي يصنعه التعليم.

لكن، أي نوع من التعليم؟

إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ

— سورة الرعد، الآية 11 

 

دواؤُك فيكَ وما تُبصِرُ

وداؤُك منك وما تَشعُرُ

أتَزعُمُ أنَّكَ جُرمٌ صغير

وفيكَ انطوى العالَمُ الأكبرُ

فأنتَ الكتابُ المبينُ الذي

بأَحرُفِهِ يَظهَرُ المُضمَرُ

وما حاجَةٌ لَكَ مِن خارِجٍ

وفِكرُكَ فيكَ وما تُصدِرُ

— الإمام علي (عليه السلام)

 

“Who looks outside, dreams; who looks inside, awakes.”

“من ينظر إلى الخارج يحلم، ومن ينظر إلى الداخل يستيقظ.”

— كارل يونغ (عالم النفس التحليلي)

 

“We cannot solve our problems with the same thinking we used when we created them.”

“لا يمكننا حل مشاكلنا بنفس طريقة التفكير التي أنشأت تلك المشاكل.”

ألبرت أينشتاين (عالم الفيزياء النظرية)

‫إذا تأمّلتَ في الاقتباسات أعلاه، ستلاحظ أنها جميعًا تتمحور حول حقيقة واحدة.‬

وهي الحقيقة التي تُشكّل جوهر فلسفة علي العلّاق في التربية والتعليم والتدريب:

فالتربوي، في نظره، ليس مجرّد ناقل للمعرفة.

كانت هذه مهمّة ضرورية في زمنٍ كانت فيه المعرفة شحيحة، أما اليوم، في عصر الإنترنت والذكاء الاصطناعي، فإن التربوي صار شعلة منيرة؛ تضيء للطالب عالمه الداخلي، حيث تكمن موارده الفطرية الحقيقية. هناك، يبدأ اكتشاف الذات: أين هو؟ إلى أين يريد أن يصل؟ وما الفجوات التي عليه أن يملأها بالتعلّم، والتجربة، والممارسة، لتحقيق أحلامه وطموحاته؟

يرى علي أن من أعمق أدوار التربوي: أن يزرع في الطالب روح تحمّل المسؤولية، ليصبح قادرًا على قيادة حياته في وجه المجهول… الذي هو المستقبل.

قد لا نملك التحكّم بما يحدث لنا، لكننا نملك دائمًا حرية السلوك، وحرية تحويل المحنة إلى فرصة.

من هنا، يمكن للإنسان أن يكون صانعًا لمستقبله، لا ضحية له.

دائرة حريّتنا في السلوك تتّسع باتّساع دائرة تحمّلنا للمسؤولية. فالحرية نتيجة، وطريقها: تحمّل المسؤولية.

ويؤمن علي أن التعليم الحقيقي لا يقتصر على نقل المعلومات، بل يتعدّاه إلى بناء وعي أصيل وشخصية متكاملة.

فهو تعليم يُوجَّه لحلّ المشكلات، وتعزيز التفكير النقدي، وتنمية الذكاء العاطفي، حتى يتمكّن الإنسان من التأقلم والازدهار وسط أي بيئة أو ثقافة أو دين، دون أن ينسلخ عن مبادئه وقيمه وقناعاته الخاصة.

وهذا أحد أوجه جمال التنوّع البشري.

ومن أهم فلسفاته: أن التربوي الناجح لا بد أن يتحرّر من أناه، خصوصًا في تعامله مع المتعلّمين.

عليه أن يضع نفسه في مكان الطالب: في بيئته، في معتقداته، في ثقافته العلمية والروحية، ثم يستخدم تلك المنظومات لبناء الإرشاد المناسب، الذي يقرّب المتعلّم من أهدافه ورسالة حياته.

ويختم علي فكرته بأن من مسؤولية التربوي أن يُهيّئ المتعلّم ليكون نحاتًا لنحت تمثال حياته، وكاتبًا فخورًا لقصة أيامه.

وإن سألته: ما هو هدف التعليم في جملة واحدة؟

سيجيبك: أن نساعد الإنسان أن يرى من وأين هو الآن، ومن وأين يمكن أن يكون.

 

ما هي نشاطاته الحالية؟

 

بناءً على ما سبق، وبما أن المؤسسات التعليمية اليوم، وعلى الرغم من إيجابياتها، تعاني من مشكلة جوهرية تتمثل في التركيز على الحفظ وتلقين المعلومات، مع إهمال واضح لبناء المهارات الحياتية والفكرية التي يحتاجها الفرد في الواقع.

لذلك، يسعى علي العلّاق، قدر استطاعته، إلى سد هذا النقص وتعويض هذا الخلل من خلال المحاور الآتية:

أولاً: تصميم وتطوير أدوات تعليمية ومناهج تدريبية عملية تُساعد الطالب في الاستعداد للعالم الحقيقي، وتُشكّل مكمّلًا فعّالًا للتعليم التقليدي في المدارس والجامعات. وتركّز هذه الأدوات تحديدًا على تطوير المهارات الفكرية، أو ما يُعرف بالمهارات الناعمة (Soft Skills)، مثل التفكير الناقد، والتواصل الداخلي مع الذات والخارجي مع المحيط.

ثانياً: مشاركة هذه الأدوات والمهارات من خلال دورات تدريبية خاصة وعامة، تُقدَّم حضوريًا أو عبر الإنترنت، للمؤسسات التعليمية، والشركات، والأفراد، بشكل مدفوع، بما يساهم في تمويل عمله ونشاطاته وضمان استمراريتها وتطويرها.

ثالثاً: تقديم محتوى مجاني عبر منصات التواصل الاجتماعي، يهدف إلى تحفيز الشباب ومساعدتهم على تنمية مهاراتهم الفكرية، التي تُعدّ من الجوانب المهمّة والمغيّبة في أنظمتنا التعليمية التقليدية، محليًا وعالميًا.